الاثنين، 29 ديسمبر 2008

الضمير المصري تعلن تضامنها مع ضحايا فلسطين

اشلاء ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة
لك الله يا فلسطين

عاشت غزة، لليوم الثاني على التوالي، اسوأ ايامها وأكثرها ايلاماً منذ نكسة 1948، حيث واصل العدو الاسرائيلي قصفه الوحشي على الأبرياء والمدنيين حاصداً في حصيلة غير نهائية اكثر من 300 شهيد وعدد من الجرحى فاق الألف جريح معظمهم في حال الخطر الشديد.
واستناداً الى التصريحات الاسرائيلية، فان الوقت المقدّر للعدوان لن يكون قصيراً، في ظل غياب مواقف دولية وعربية رسمية مؤثرة، رغم الإدانات الواسعة التي عمّت العالم بعد رؤيته بشاعة المذابح التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي، وتحذيره من حرب ستؤثر على المنطقة بأسرها وينتج عنها تداعيات خطيرة للغاية.

وجدد رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، أهداف المواجهة في نقطتين وقف العدوان، ورفع الحصار.

وكشف في مقابلة بثتها قناة "الجزيرة" انه تلقى تطمينات من مصر ان العدوان لن يقع على غزة وذلك خلال زيارة وزيرة الخارجية الاسرائيلية الى القاهرة منذ يومين. إلا ان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، أوضح بأن زيارة الأخيرة لم تتضمن بحث أي عدوان على غزة، بيد ان إطلاق الصواريخ على المستوطنات الاسرائيلية، هو الذي ادى الى وضع غير مقبول بالنسبة الى اسرائيل.
بالمقابل، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان العملية الاسرائيلية ستستغرق وقتاً، فيما قدّر مراقبون استمرار العملية لمدة اسبوعين وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" قائلة ان نصف مليون اسرائيلي اصبحوا اليوم تحت خطر النار بسبب صواريخ "حماس".
من جهته، توعّد وزير الدفاع الاسرائيلي (ايهود باراك) بتوسيع عمليات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة وأن المهمة ستكون صعبة ومن الممكن شن عملية برية ضد "حماس" ونشر قوات للدفاع عن المواطنين، نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية.
وأفادت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان وحدات مدرعة تمركزت في جوار قطاع غزة إضافة لحشد الجيش قواته.
وكما أشار الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية (عاموس جلعاد) ان عملية سلاح الجو ممتازة ولكنها لا تضع حداً لتهديد "حماس" لذا ينبغي شن هجوماً برياً.
ومن جهة ثانية، دعت وزيرة الخارجية الاسرائيلية( تسيبي ليفني) المجتمع الدولي لإلقاء اللوم على "حماس" وإرسال رسالة بأنها تتحمّل مسؤولية حياة المدنيين في قطاع غزة، في الوقت الذي ينقسم فيه
الرأي العام الدولي بين مؤيد ومعارض بشأن الغارات الدموية التي تشنها اسرائيل.
كما أضافت ليفني: ان "حماس" لا تخدم مصالح الفلسطينيين، وأن كافة الخيارات مفتوحة، كما أكدت انها على اتصال مع نظيرتها الاميركية كوندوليزا رايس ومع بعض الزعماء الاميركيين لدعم الهجوم لوقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات.

الدبابات الاسرائيلية اثناء الهجوم على غزة

الوضع الميداني

واصل الطيران الاسرائيلي امس غاراته الجوية على قطاع غزة حيث ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الى أكثر من 300 بينهم عشرين طفلاً على الاقل، فيما بدأت حشود الدبابات الاسرائيلية والقوات الراجلة بالتمركز على الحدود مع القطاع، ما يوحي بأن عملية برية باتت وشيكة.
واستدعى الجيش الاسرائيلي آلاف الجنود من قواته الاحتياطية استعداداً لأي اجتياح بري للقطاع.

مزيد من الشهداء


وأفادت آخر الإحصاءات الرسمية التي أعلنت عنها مصادر طبية فلسطينية ان عدد الشهداء الذين قتلوا جراء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ارتفع الى ما يقرب من 300 شهيد.
وقد نفذت قوات الاحتلال أكثر من 45 غارة جوية جديدة صباح الاحد استشهد خلالها تسعة عشر فلسطينياً، واستهدفت ثلاثة مبان سكنية ومسجداً دمر بالكامل إضافة الى عدد من المقرات الامنية منها السرايا الحكومي الذي يضم جميع الاجهزة الامنية للحكومة المقالة.


وقصفت الطائرات الحربية طوال ليل السبت وفجر امس أهدافاً في غزة، وأفادت تقارير ان الغارات استهدفت حتى الآن 240 موقعاً بالقطاع، كما ضربت إحداها مسجداً قرب مستشفى الشفاء، المشفى الرئيسي في غزة، ودمر القصف ايضاً مقر قناة الاقصى الفضائية التابعة لحركة "حماس".


رد المقاومة


وقد ردّت المقاومة الفلسطينية على الغارات بقصف المستوطنات بعشرات الصواريخ محلية الصنع، وسقط صاروخان في مستوطنة غاف يافني الواقعة على مشارف بلدة اشدود، أبعد نقطة تصل إليها الصواريخ الفلسطينية حتى الآن.
ومن جهتها، اعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لـ"حماس" مسؤوليتها عن إطلاق صاروخين من طراز غارد صوب اشدود، كما تبنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية إطلاق ثلاثة صواريخ من طراز ناصر ثلاثة على موقع زيكيم العسكري وبلدة اسديروت شمال القطاع رداً على الغارات الاسرائيلية.


ضرب الانفاق


ومساء، استهدفت الطائرات الاسرائيلية الانفاق على الحدود مع مصر، جنوب قطاع غزة بأكثر من 20 قذيفة.


التحرك العربي


قرر القادة العرب إرجاء قمتهم الى الجمعة في الدوحة، كما قرر وزراء الخارجية العرب عقد اجتماعهم الاربعاء لبحث العدوان الاسرائيلي على غزة، في حين اجمعت العديد من الدول العربية بالتنديد بالمجزرة الاسرائيلية في القطاع.


فقد دانت" سوريا " العدوان على غزة، وطالب رئيسها بشار الاسد خلال اتصال هاتفي تلقاه من الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون، بتحمّل المنظمة الدولية مسؤولياتها لوقف المجازر الاسرائيلية في غزة.
وأكد مصدر سوري بأن العدوان على القطاع يغلق الباب أمام مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل.
من جانبه، اعتبر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس البيان الذي اصدره مجلس الامن الدولي غير كاف.


وكان الرئيس الفرنسي" نيكولا ساركوزي " أعرب لعباس هاتفياً عن قلقه الشديد حيال تصاعد العنف في "جنوب اسرائيل وقطاع غزة"، معلناً إدانته الشديدة للاستفزازات التي أدت الى هذا الوضع وللاستخدام غير المتكافئ للقوة.


بدوره، اعتبر عاهل الاردن "الملك عبدالله الثاني" ان العنف لن يحقق الامن لإسرائيل، مجدداً دعوته الدولة العبرية الى الوقف الفوري للغارات على غزة.
وبحث العاهل الاردني في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز "الجهود المبذولة للتوصل الى وقف فوري للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة"، وأفاد الديوان الملكي الاردني في بيان للزعيمين اكدا "حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور حيال هذه التطورات والعمل بكل الامكانيات لإنهاء العدوان رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق"، محذرين من "التداعيات الخطيرة للعدوان على المنطقة بأسرها".
كما استدعت وزارة الخارجية الاردنية القائم بالأعمال الاسرائيلي في عمان وسلمته مذكرة احتجاج "شديدة اللهجة" على العدوان.


من ناحيته، رفض الزعيم الليبي" معمر القذافي" المشاركة في القمة العربية الجمعة، وطالب بسحب المبادرة العربية.


وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل اكد خلال اتصال أجراه مع القذافي "ان المطلب الوحيد للفلسطينيين ايقاف المجازر التي يرتكبها الاسرائيليون".


تظاهرات عربية


عمّت التظاهرات الغاضبة والمنددة في مختلف العواصم والمدن العربية والاجنبية احتجاجاً على العدوان الهمجي الاسرائيلي. وتظاهر في مصر أكثر من 50 ألف شخص. وفي دمشق خرج آلاف اللاجئين الفلسطينيين، اما في الاردن فتجمع أكثر من ثمانية آلاف طالب جامعي.


وفي "عُمان" تظاهر مئات الاشخاص امام السفارة المصرية، اما في اليمن فشارك الآلاف في تظاهرة احتجاج، وفي مسيرة مدينة قم ردد مئات من الطلبة غير الايرانيين شعارات الموت لإسرائيل، وعمت المظاهر الحاشدة العديد من العواصم العالمية كفرنسا وهولندا وإيرلندا والدانمارك منددة "بالعمليات الاسرائيلية والمجازر الوحشية".


خادم الحرمين الشريفين


في غضون ذلك, ادانت المملكة العربية السعودية امس الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة التي أسفرت عن مقتل وجرح المئات، ورحبت بعقد القمة العربية الجمعة في الدوحة لبحث تداعيات العدوان على القطاع، كما قررت تقديم مساعدات طبية للقطاع ونقل جرحى منه لمعالجتهم في المستشفيات السعودية.
وصرّح وزير الخارجية السعودي "الامير سعود الفيصل " ان اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ الاربعاء "سينظر في الدعوة التي اطلقها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر لعقد قمة عربية طارئة لمناقشة تطورات الموقف في قطاع غزة".
وأكد ان السعودية "تتابع اتصالاتها الخارجية بصورة حثيثة لمواجهة تداعيات الموقف الخطير الذي سببه الاعتداء الاسرائيلي السافر على غزة والاستخدام الأعمى للقوة الاسرائيلية ضد شعب محاصر ومحتل منذ أكثر من اربعين عاماً".
وأوضح ان "العدوان الاسرائيلي سيكون محور" اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين. ودان بشدة العدوان الاسرائيلي على القطاع.
وقال ان المملكة "تتابع باهتمام بالغ وقلق شديد انهيار اوضاع التهدئة والعدوان الاسرائيلي السافر الذي ترتكبه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من دون ادنى التفات لأي من المبادئ الاخلاقية او الاعتبارات الانسانية او قرارات الشرعية الدولية".
وكان خادم الحرمين الشريفين" الملك عبدالله بن عبد العزيز" التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اول من امس، وبحث معه في العدوان الاسرائيلي على غزة، كما أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الاميركي" جورج بوش" ، مؤكداً ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان.

ليست هناك تعليقات: