مع تطورات الاوضاع الدوليه والاقليميه بقيادة الولايات المتحدة الامريكيه لا نستطيع تجاهل بروز ظاهرة جديدة في عالمنا العربي الا وهي الاهتمام بالسياسة الامريكية وهو تفاعل فرضته عدة عوامل مستجده في منطقة الشرق الاوسط .
هذا الاهتمام الذي انطلق من خلال المعلقين السياسيين والباحثين في العلاقات الدوليه والعاملين في الاعلام السياسي والمفكرين والادباء حتي اهل الخطاب الديني فوق منابرهم.
بوش الكذاب
بعد احداث 11 سبتمبر على وجه الخصوص توجهت كل اقلام السياسيين نحو امريكا اخذول يرصدون كل كلمه يقولها الرئيس الامريكي /جورج بوش او اى شخصيه من ادارته ولكن الملفت للنظر في هذا الرصد الطويل على مدار هذه السنوات بعد احداث 11 سبتمبر هو احتواء مضمون الكتابات والتعليقات والرسوم على مساحه كبيرة من السخرية والاستهزاء حول تفاصيل لا نهاية لها تقرأ للعالم الابعاد النفسية للرئيس الامريكي/جورج بوش ترافقها ثقة شديدة بصحة ما يملكونه من أراء وتصورات حول ادارة بوش ومن خلال هذه الاراء والتصورات نجد ان هناك اتفاق بين الشعب الامريكي والشعوب العربيه حول كراهية سياسة بوش وادارته المتمثله في كونداليزا رايس والتي تعتبر العقل المدبر و راس الافعي في ادارة بوش.
فالشعب الامريكي بدأ يتجرع المر الذي ذاقه العرب و يشرب من ذلك الكأس الكريه الطعم والرائحه فهتل من الممكن ان يشترك الامريكيون مع العرب في رحلة كفاح ضد الطواغيت التي تهدد البشرية بالدمار و الخراب و الجوع و الموت ......؟
فمن الواضح ان كراهية الامريكيين لجورج بوش قد ارتبطت بكلراهيتهم لحرب العراق التي اصبح من المؤكد انها تنتهي مهما طال الزمن اكبر هزيمه تتعرض لها امريكا وستضطر بعدها العودة الى عزلتهم داخل القارة الامريكية خاصة وان الشعب الامريكي اصبح ينتظر نهاية فترة رئيسه بصبر اوشك ان ينفذ وربما هذا هو الشىء الذي يميز الشعب الامريكي عن الشعوب العربية التي فقدت الامل في ان ينتهي حكم رؤسائهم سوى بالموت .
رأس الافعى في الاداره الامريكية
ومن خلال جولة في اروقة عقول السياسيين والصحافة داخل امريكا نجد أرائهم هى الاخرى تؤيد كراهيتهم للرئيس الامريكي/ جورج بوش.
قدم " جوناثان فريد لاند " الكاتب الصحفي بالجارديان الامريكيه شرحا حول اعتقاد بوش بانه من الممكن قصف شعوب الشرق الاوسط لتتحول نحو الديمقراطيه او ارهابها لتعتنق الاعتدال مما يثبت الكثير من الاخطاء القاتله لبوش وادارته ومن يدفع الثمن هو الجنس البشري .
وتحت عنوان " من هم الارهابيون الحقيقيون في الشرق الاوسط " تحدث اورين بن دور "استاذ فلسفة القانون والسياسة في جامعة ساوثامبتون البريطانية " عن سياسه اسرائيل التي تتبعها مع ادارة بوش فبدلا من دفاع اسرائيل عن مواطنيها تعرضهم للاخطار لانها كدوله تقوم على ايدولوجيه غير عادلة تسبب المعاناه لغير المنتفعين كيهود ولا خفاء ان هذه النقطه الغير اخلاقية فانها دائما تدعي انها الضحية و اكبر شاهد على هذا هو تشجيعها الدائم للعنف و الاستغاثه بالادارة الامريكية الغاشمة ومن ذلك تكون اسرائيل دوله ارهابية بلا منازع .
رحلة الشر الامريكية الغاشمة
اما موقع " السخرية السياسيه الامريكية " يؤكد مدى تزاحم الافكار داخل عقل الرئيس الامريكي بوش من خلال ما قدمه من تعليقات حول الخطاب السياسي الذي القاه في 22 يوليو 2001 عندما قال " انا اعرف ما اؤمن به وساستمر في كوني واضحا فيما اؤمن به انا اؤمن بان ما اؤمن به صحيح " كما قال ايضا في نفس الخطاب " الاجنحة لها احلام " بدلا من "الاحلام لها اجنحة " .
اما الفضيحة الكبرى التي حدثت اثناء خطابه الرسمي عقب احداث 11 سبتمبر والذي يدل على اميته الثقافيه عندما وجه دعوة للمسلمين بأن "يشاركوه في حملته الصليبية على الارهاب " ونسى ماذا تعني مفردات الحمله الصليبية في نفوس المسلمين منذ القرون الوسطى وكأنه يعيدنيران الحروب بين المسلمين والمسيحيين التي توقفت منذ قرون والتي وجه بعدها اعتذار رسمي للعالم الاسلامي .
بوش بعد صفعة بن لادن في عيون امريكية
ويرى الخبراء الاقتصاديين في امريكا ان ادارة بوش انهكت الشعب الامريكي من خلال كثرة الضرائب التي فرضت عليهم لتغطية نفقات الحرب على العراق وافغانستان مما ادى الى ذهاب الكثير من الامريكيين للبحث عن عمل اضافي لتغطية نفقاتهم الشخصية بعد ان اصبحت الديمقراطية كلمه سيئة المعنى لانها باتت تطبق من خلال الهيمنة والاحتلال وفرضها على الشعوب يتضارب مع مفهومها .
لكن على اية حال اى تطور ايجابي يحدث بالمنطقة قد يؤدي الى مزيد من التفاهم على خطوات كفاح مشترك ضد الطواغيت التي طحنت عظام البشرية وان الرؤساء الامريكيين هم الذين فرضوا على الشعوب العربيه الرؤساء الذين ينفذون الاوامر الامريكيه فيشترك الجميع في كراهية الرؤساء والكفاح ضد الطغيان والفقر والجوع والحرب .
الصحفي / محمد القرضاوي
ممثل حزب الشعب الديمقراطي بمحافظة الغربية