اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الاميركية، أن الرئيس الاميركي باراك أوباما أخطأ باختياره القاهرة لإلقاء خطابه الموجه إلى العالم الإسلامي، بناء على وعده في برنامجه الانتخابي، مرجعة ذلك إلى أن الزيارة بدت كما لو أنها مكافأة لما وصفته بـ "النظام القمعي" الحاكم في مصر. وقالت إن اختيار أوباما للقاهرة فُسِر من قبل العرب والمصريين، باعتباره دليلاً على تخلي أوباما عن الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان، داعية إياه إلى استغلال فرصة وجوده في مصر لصالح إرساء الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأن يحاول التواصل مع "الإخوان المسلمين"، وانتقاد النظام المصري على قمعه الجماعة، في وقت يحاول فيه المشاركة في اللعبة الديمقراطية.
وأضافت أنه بالرغم من أن خطة أوباما الطموحة بالتواصل مع العالم الإسلامي التي أعلنها للمرة الأولى في فيلاديفيا أثناء حملته الانتخابية لاقت ترحيبا كبيرا على المستوى العالمي، إلا أن اختياره القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي لم يحظ بالترحيب نفسه وما زال يشكل عددا من التحديات للرئيس الجديد. ورأت أن أوباما أخطأ باختياره للقاهرة، "لأن هذه الزيارة بدت كما لو أنها مكافأة لنظام مبارك القمعي"، كما أنها فسرت من قبل العرب والمصريين على أنها دليل على تخليه عن الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان، بالمقارنة بالخطاب الذي ألقته وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس في القاهرة عام 2005، الذي دعت فيه إلى نشر الديمقراطية في العالم العربي، فضلا عن الجهود التي بذلتها إدارة جورج بوش لدفع قضية الديمقراطية في المنطقة.
وأشارت إلى أن نظام مصر الحاكم يعاني من مشكلة خطيرة في سياسته الخارجية، تتمثل في الضغط الإسلامي الداخلي على الحكومة لإعادة تشكيل مواقفها، فيما يتعلق بتوجهاتها من قضايا الشرق الأوسط ولاسيما القضية الفلسطينية، فضلا عن الحرب التي تشنها ضد إيران و"حزب الله" والغضب الشعبي المتزايد من إصرار الحكومة على إغلاق الأنفاق، ووقف تهريب الأسلحة إلى غزة، إلى جانب الانقسامات العربية، التي تمثل مصر جزءا منها والتي تحول دون التوصل إلى نهج جديد لحل القضايا المشتركة.