
بعد أن انتهت حرب غزة، بدت هناك العديد من المؤشرات التى تدل على تغيرات جديدة قد تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وربما كان حلف الناتو، أحد هؤلاء اللاعبين القادمين فى المنطقة، فى ظل تراجع الدور العسكرى المتوقع للولايات المتحدة الأمريكية، فى ظل إدارة أوباما.
وهنا يقول الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، إن الناتو سيلعب الدور الأبرز فى الشرق الأوسط فى المرحلة المقبلة، التى سيتم خلالها فرض تسويات جديدة كـأمر واقع على العرب لافتاً إلى أن إسرائيل استغلت لحظة فراغ فى الساحة الدولية، خاصة الفترة الانتقالية فى أمريكا بين إدارتى الرئيس جورج بوش وخلفه باراك أوباما، لترسم ملامح الواقع الجديد.
هيكل أضاف فى حديثه لقناة الجزيرة، عقب انتهاء الحرب على غزة، أن صور مؤتمر القمة الأوروبية فى شرم الشيخ الماضى تشير إلى أننا أمام حلف الناتو، وهذا تطور جديد قادم، فأوروبا كانت تلح طويلا على لعب دور فى الشرق الأوسط، وأظن أن أوروبا القادمة إلينا هى الناتو.
من جانبه، استبعد الدكتور محمد عبد السلام الخبير الاستراتيجى هذه التطورات، موضحاً أنه بالرغم من أن تونى بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية، هو "مهندس" الزج بالناتو فى المنطقة العربية، من خلال ترتيبه زيارات القادة الأوروبيين للمنطقة فى لحظة الفراغ، إلا أن الاندفاع الأطلنطى يستغل انشغال الولايات المتحدة بشأنها الداخلى فى ظل الأزمة المالية. كما رفض عبد السلام، ما تردد عن أن اعتمادات إعمار غزة ستجرى تحت رعاية "الناتو"، وأن هناك كما هائلا من أموال الأعمار التى ستوظف لإغفال الجانب السياسى للقضية الفلسطينية.
وفى المقابل نشر معهد واشنطن لدراسة الشرق الأدنى دراسة رصدت ثلاثة أسباب تجعل الملف الأمنى هو الأولوية الأولى فى المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية،
أولها:
إن سيطرة حماس بالقوة على قطاع غزة عام 2007، أدى إلى إثارة سؤال، وهو: هل الفلسطينيون المعتدلون فى السلطة الفلسطينية، وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية يتمتعون بثقل سياسى يمكنهم من التفاوض للتوصل إلى اتفاق للسلام وتنفيذ بنوده؟
كما أن إسرائيل تتساءل بقوة: هل السلطة الفلسطينية المقسمة سياسيًّا وجغرافيًّا بين غزة والضفة، قادرة على أن تكون شريكًا للسلام؟.
السبب الثانى:
يتمثل فى اتفاق العديد من المحللين السياسيين الأمريكيين والإسرائيليين والأردنيين، بأنه لو انسحبت القوات الإسرائيلية من الضفة، فإن حماس ستسيطر عليها، وهو ما يمثل أكبر تهديد لإسرائيل بسبب الصواريخ قصيرة المدى لدى، حماس والتى بإمكانها من الضفة أن تصل إلى عمق المدن الإسرائيلية.
أما ثالت هذه الأسباب
، فيتجلى فى عدم تطرق مفاوضات عام 2000 لأى عناصر أمنية، وخاصة مثل: هل الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، ومن يسيطر على المجال الجوى لها؟طالبت الدراسة، التى حملت عنوان "الأمن"
أولاً:
أولويات الولايات المتحدة فى عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية"، واشنطن كوسيط فى مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ضرورة إعطاء الأولوية للملف الأمنى قبل مناقشة أية قضايا أخرى محل الصراع أو النزاع بين طرفى الصراع.
من جهته ذكر عمرو عبد العاطى، منسق تقرير واشنطن التابع لمعهد الأمن العالمى، أن تحقيق الأمن لابد أن يسبق عملية السلام، قائلاً "إن عملية السلام فى الشرق الأوسط لا يمكن أن تنجح ما لم يكن لدى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية الإرادة والقدرة على مكافحة الإرهاب، فى إشارة إلى منظمات المقاومة الفلسطينية، بما يعطى إسرائيل الثقة للانسحاب من الضفة الغربية.
ولذلك تدعو الولايات المتحدة إلى استثمار جهودها للسلام فى تجهيز وتدريب القوات الفلسطينية.
لأن نشر قوات دولية تشمل قوات حلف الناتو – من وجهة نظر عبد العاطى - لن يكون بديلاً فعالاً للقوات الإسرائيلية أو الفلسطينية.
"السلام قبل الأمن أولاً"
تلك هى الرسالة التى لافت إليها د. جمال عبد الجواد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، موضحاً الإدارة الأمريكية فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش ركزت فى دورها كوسيط لعملية السلام على مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين فى التوصل لاتفاق سلام نهائى، حتى أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس زارت المنطقة سبع مرات خلال الفترة ما بين شهرى يناير وأغسطس من عام 2007.
ومع صعود ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية فجأة إلى قمة أجندة إدارة بوش، وخاصة قبل انتهاء ولايتها، لم يتم التطرق للقضايا الأمنية.
وربط عبد الجواد بين صعوبة حسم عدد من قضايا الصراع مثل القدس واللاجئين والحدود وتجاهل الملف الأمنى، وعدم إعطائه الأولية القصوى فى البحث.
الصحفي / محمد القرضاوي
ممثل حزب الشعب الديمقراطي بالغربية
برئاسة الصحفي / أحمـــــد جبيلـــــي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق